Saturday 4 April 2015

لماذا الإرهابيون مسلمون؟



لم يكن غريباً أن تنقل "شيلبي ماري دياجل"، النقاش الجاد للبحث عن حلول، إلى مهاجمة الانتهاكات النادرة- التي تعد على أصابع الأيدي- ضد بعض المسلمين، ولم يكن غريباً أن تُبدي الكثير والكثير من التخوَّفات من زيادة العداء أو ما يسمونه هنا في كندا الكراهية ضد المسلمين في أعقاب الهجومين الإرهابيين، وأوديا بحياة جنديين كنديين. 
"شيلبي" رئيسة تحرير موقع «مسلم لينك»، مثلها مثل أغلبية المنظمات الإسلامية، ومثل الكثير من الذين شاركوا في المؤتمر المصغر الذي عقدته جامعة أوتاوا حول "المسلمين في كندا". لا يريدون الإجابة عن سؤال: لماذا كل الإرهابيين أو معظمهم مسلمين؟
فكلهم تقريباً استخدموا ذات الدفاعات، في البداية أن الذين قاموا بالاعتداءات الإرهابية مضطربين نفسيًا، ومن بيئات اجتماعية مفككة وأصحاب سوابق ومدمني مخدرات. أي أن الدافع للعمليات الإجرامية التي ارتكبوها ليس دينياً ولا عقائدياً، ولكنه راجع لأسباب أخرى.
فحتى لو كانت هذه الحجج صحيحة، فالدافع عقائدي. أي أن المجرم هنا استند إلى نصوص دينية. مثل الحافز الذي جعل عشرات الشباب الكنديين من أسر عادية يذهبون إلى بلدان أخرى وينضمون لتنظيمات إرهابية ويقتلون أناساً لا يعرفونهم في بلد لا يعرفونها.  
الدفاع الثاني الحار" ليس كل المسلمين إرهابيين". وهذا صحيح طبعاً. فأغلبية المسلمين هنا في كندا يعيشون بشكل طبيعي جداً، ولا يمارسون أي أعمال عنف ضد غيرهم ويتمتعون بحريتهم. 
الدفاع الثالث هو المبالغة في تصدير الخوف والرعب مما يسمى بـ "الإسلامو فوبيا". أي أن تؤدي الاعتداءات الإرهابية إلى اضطهاد للمسلمين. وهذا غير صحيح بهذا الشكل. لكن على كل الأحوال كانت هناك مطالبات كثيرة بالعديد من الإجراءات التي على الحكومة أن تتخذها.
والحقيقة أن الحكومة كانت قد اتخذت الكثير والكثير من الإجراءات بهدف رئيسي وهو أن توصل رسالة إلى الجالية المسلمة، وعددها يصل إلى 2% من عدد السكان، وهي أننا نعرف أن الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وأن الذين سافروا وأصبحوا جنودا في داعش وغيرها، لا يمثلون كل المسلمين. وأن الحكومة لن تسمح بأي انتهاك ضد أي مسلم وضد أي كندي مخالف للقانون وعلى أرضية دينية.
هذا لم يمنع بالطبع عددًا من التصرفات التي قال لي نائب رئيس الجمعية الإسلامية بالعاصمة الكندية أوتاوا أنيس شمس الدين، إنها نادرة وفردية، وأنه عندما يتم الإبلاغ عنها، فإن "البوليس" يتحرك على وجه السرعة وينفذ القانون بحسم وصرامة.
هذه الدفاعات الحارة، ودوافعها مفهومة، إذا جنبنا المبالغة، ولكنها لا تقترب من السؤال الأهم" لماذا الإرهابيون أو على الأقل معظمهم مسلمون؟
هذا السؤال وهذه المناطق الشجاعة في التفكير، يتم تجنبها، وكأن هناك تواطئا جماعيا، بألا يواجه المسلمون أنفسهم بها. مع إنها هي الأخطر وهي التي ستمكنهم من محاولة تصحيح الصورة السيئة عن الإسلام والمسلمين.
لقد نشر أحد أصدقائي على "فيس بوك" صورة لميادين خالية، ووضع تحتها سؤلاً: لماذا لم ينتفض المسلمون ضد جرائم داعش وأخواتها؟".
السؤال صحيح تماماً، فالمسلمون في أغلبهم يتظاهرون ويثيرون الدنيا لأي مساس بالدين من جانب أي شخص غير مسلم في أي مكان في العالم. وهذا صحيح لأنهم يخافون على صورة دينهم. لكنهم لم يثوروا ولم ينتفضوا ضد التنظيمات الإرهابية التي من المؤكد أنها دمرت صورة الإسلام وليس مجرد إساءة.
هذا ما فعله أنصار الإسلام السياسي أكثر من عموم المسلمين، فعندما تواجههم بضرورة اتخاذ موقف حاسم ضد الإرهاب، وأن الإرهابيين يستندون إلى نصوص دينية وإلى تاريخ فقهي وإسلامي، يجرك جراً إلى  عموميات، مثل الظلم الواقع على المسلمين والاستبداد وليس بعيداً أن يجرجرك ايضاً الى المؤامرة الكونية المعروفة ضد الإسلام والمسلمين.
لذلك من الصعب ويكاد يكون من المستحيل القضاء على الإرهاب في كندا أو في مصر. لأننا بصراحة وحتى الآن نفتقد شجاعة أن نقف أمام المرآة ونواجه أنفسنا: لماذا كلهم أو على الأقل معظمهم مسلمين؟ وأن نعترف بأن لدينا مشكلة حقيقية في النصوص والتاريخ. وأننا إذا أردنا التصالح مع أنفسنا ومع الحياة ومع العالم، فعلينا أن نبدأ من أن المشكلة أولاً عندنا وليس عند غيرنا.
نقلاً عن موقع دوت مصر
لماذا الإرهابيون مسلمون؟









No comments:

Post a Comment